مصعب .. حكاية شاب اعتُقل قبل أسبوع من زفافه وحُرم الفرحة
القدس المحتلة - خاص بالقسطل: كانت تُحضّر نفسها كأي أمّ لزفاف نجلها، بعد سنوات طويلة من التعب والسّجون، تُريد له الاستقرار والراحة، جهّزت له منزله الذي سيسكن فيه، وإذ باتّصال يُباغتُها فجرًا: “الجيش اعتقل مصعب!”.
كان وقع الخبر عليها صعبًا، حملت نفسها، متجهة نحو منزل العريس، فهو لم ينم منذ فترة في منزل عائلته، وإنّما في بيت الزوجية، تقول والدة مصعب في حديثها لـ”القسطل”.
وتُضيف: “مصعب لديه منزل في قطنّة (قرية شمالي غرب القدس) بجوار منزل العائلة، لكنّه ما زال قيد الإنشاء، فقرّر أن يستأجر منزلًا في قرية الجيب المجاورة لنا، يعيش فيه مع شريكته حتى انتهاء العمل في منزله بالكامل”.
وتبيّن أن صاحب المنزل اتّصل بهم فجر السابع والعشرين من شهر آب/ أغسطس الماضي، وأبلغهم بأن جيش الاحتلال قد اقتحم منزل نجلها واعتقله واقتاده عبر الجيب العسكري.
كان عُرس مصعب في الرابع من شهر أيلول، أي أن الاحتلال اعتقله قبل أسبوع من يوم زفافه، فكانت صدمة للعائلة ولخطيبته. كانوا يعيشون على أمل بلقائه مجدّدًا وأنه لربّما كان تحقيقًا سينتهي عقب ساعات من هذا النهار، لكن مضى اليوم الأول والثاني.. وهكذا حتى جاءهم النبأ السيّء بتحويل مصعب للاعتقال الإداري لمدة أربعة شهور.
لم ينته الأمر عند هذا الحد، بل استكمل الاحتلال تنكيله بالعائلة ليعتقل والد مصعب، الشيخ سليم شماسنة في الأول من تشرين أول/ أكتوبر الجاري، كما صادر مركبته.
تقول والدة مصعب: “قيّدوه بعدما فتّشوا المنزل بحجة البحث عن أسلحة، ولم يسمحوا له بتغيير ملابسه، وصادروا مركبتنا، ثم اقتادوه عبر دوريّتهم”، وما زال والد مصعب موقوفًا.
وتُضيف أن العائلة عانت من ويلات الاحتلال في السابق، مصعب (30 عاماً) قضى ما مجموعه، خمس سنوات في سجون الاحتلال، أمّا والده (53 عاماً) فقضى نحو تسع سنوات، وكانت ما بين اعتقالات إدارية أو فعلية.
مصعب ذاك الشاب الذي حُرم من الاحتفال بزفافه، وحُرمت عائلته من مشاركته هذه الفرحة، قضى 12 عامًا في دراسته الجامعية كي يحصل درجة البكالوريوس في المحاسبة وإدارة الأعمال، لكنّه لم يكل أو يملّ وما زال على أمل بتحقيق ما يُريده رغم مضايقات الاحتلال المستمرّة.